سورة الصف
  مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٢ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ١٣ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
  {وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} لابد أن يكون الجهاد في سبيل الله ومن أجل دينه، وأن يجاهد بماله ونفسه {ذَلِكُمْ} الجهاد {خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ولو كرهته النفوس فهو خير لكم؛ لأنه بالجهاد ينصر الله دينه ويعلي كلمته، ويعتزّ المؤمنون، ويذل الكفار والمنافقون، وينتهي الفساد من الأرض.
  (١٢) {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} هذه أول فوائد الجهاد غفران الذنوب كلها قال: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} ولم يقل: (من ذنوبكم) {وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} وهذه الفائدة الثانية إضافة إلى النجاة من العذاب أن ينعم الإنسان بالجنة.
  {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً} أفضل من مساكنكم في الدنيا، التي تتركونها حين ذهابكم للجهاد {فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} يعني استقرار وأمن {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} إذا أمن الإنسان وسلم من عذاب الله، ودخل الجنة.
  (١٣) {وَأُخْرَى} ولكم فائدة أخرى من فوائد الجهاد {تُحِبُّونَهَا} لأنها عاجلة، والنفس مولعة بحب العاجل هي: {نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ} إذا جاهدتم في سبيله {وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} يفتح لكم في البلاد.
  {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} بخير عظيم، كما قال: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا}[الأحزاب: ٤٧] غير ما ذكر من الفوائد هذه في الدنيا والآخرة تتحقق بالجهاد في سبيل الله.