سورة المنافقون
  الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ٨ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ٩ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ
  المسلمين لتحطيم الإسلام {حَتَّى يَنْفَضُّوا} لكي يذهبوا ويتركوا الرسول لوحده {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} هو الرزاق سبحانه لعباده، لو لم يمد إليهم أحد من هؤلاء المخاطبين بيد فهو قادر أن يرزقهم من ناحية ثانية {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} لا يفهمون الأشياء الخفية لكونهم لم يتعلموا ولم يستعملوا عقولهم ولم يفكروا فكانوا أغبياء لا يعرفون إلا ما يتعلق بأمور الدنيا.
  (٨) {يَقُولُونَ} بعد أن ضاقوا ذرعاً بالمؤمنين من المهاجرين في المدينة {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} يقصدون أنهم الأعز والمؤمنين الأذل وأنهم عند عودتهم إلى المدينة سيخرجونهم منها {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ليست للمنافقين {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} جهالة وغباء مفرطاً وإلا فهي واضحة عزة رسول الله ÷ ومن معه من المجاهدين الذين باعوا أنفسهم من الله، متوحدين مستبسلين، فكيف لا تكون العزة لهم.
  (٩) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} لا تشتغلوا بها عن ذكر الله، في الصلاة صلاة الجمعة وغيرها من الصلوات ولا عن ذكر الله عموماً بحيث ينسون الله بقلوبهم، حين يكون همهم الأموال والأولاد {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} يترك ذكر الله {فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} الذين خسروا أنفسهم يوم القيامة وأهليهم.