سورة المنافقون
  رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ١٠ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١١
  (١٠ - ١١) {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ} أنفقوا في سبيل الله مما رزقناكم من الحلال لأن المنافقين قالوا: {لاَ تُنْفِقُوا} فلفت انتباههم لضرورة الإنفاق في سبيل الله ليقوم الجهاد، ويعتز الإسلام والمسلمون {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} لأن النهاية هي أن يموت الإنسان ويترك ماله للوارث فقد يحضره الموت فجأة وهو لا يزال يسوف ويتردد في الإنفاق فيتمنى أن يحصل على مهلة ولو قصيرة، حين يرى عاقبة تفريطه في الإنفاق مع تمكنه منه {فَيَقُولَ} عند حضور الموت {.. رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} فلا بد من أن يعمل الإنسان ويتصدق وهو في فسحة من الأجل أما الآن فلا تأخير قد نَفِذَ العمر {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} عليم بأعمالكم كلها فاعملوا في الفسحة حيث ينفعكم، وهو غير خاف عليه شيء من خبرها، وهذه نعمة ورحمة لنا يحفزنا على العمل إذا علمنا بأنه خبير بأعمالنا وأنه رحيم حكيم لا يفوت علينا منها مثقال ذرة.