سورة التغابن
سورة التغابن
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٢ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ٣ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ} قد مر تفسيره {مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} كلها تسبح له لأنه الخالق المالك {لَهُ الْمُلْكُ} له الأمر والنهي والتصرف {وَلَهُ الْحَمْدُ} لأنه المنعم المتفضل المحسن على عباده {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} من ذلك إعادة الخلائق بعد الموت.
  (٢) {هُوَ} الله {الَّذِي خَلَقَكُمْ} الناس المخاطبين المكلفين {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ} لأنه لا يتذكر أن الله الذي خلقه فكفر، إما كفر بقدرة الله لما لم يؤمن بالبعث، واستبعد أن يقدر الله على إعادته، فكفر بقدرة الله على البعث، أو الذين أشركوا بالله كفروا بكون الله المالك لهم وحده، لا شريك له في خلقهم {وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} مؤمن بقدرة الله على كل شيء، وأن الله ربه وحده لا شريك له {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} بصير يجازي كلا على قدر ما يستحق من خير أو شر.
  (٣) {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} لم يخلقها عبثا بل خلقها بالحق، ولتجزى كل نفس بما كسبت {وَصَوَّرَكُمْ} صور البشر {فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} فأحسن صورنا نعمة منه وآية تدل على قدرته وعلمه {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} وحده لا شريك له، لا يصير العباد إلا إليه ليسألهم عما قدموا ويجازيهم بما عملوا وليس هناك من شفعاء ولا أحد يكون له مشاركة في الأمر.