سورة التغابن
  تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ٤ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٥ ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ٦ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ٧ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
  (٤) {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} هو عالم بكل شيء، علمه محيط بكل شيء، فهو يعيد الموتى، ويحيط بأعمال المكلفين، لا ينسى ولا يغلط في شيء {وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} كذلك، لأنه عالم الغيب والشهادة {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} بما تخفيه الصدور.
  (٥) {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ} كان فيهم عبرة لكم لتؤمنوا، وتسلموا من العذاب فهم عبرة لكم لو اعتبرتم بهم وبأنبائهم حين كذبوا برسلهم، وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه، وكيف أخذهم الله {فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ} وخامة أمرهم الذي هو الكفر والعناد والشقاق لله ولرسله {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة إضافة إلى العذاب العاجل في الدنيا.
  (٦) {ذَلِكَ} الذي ذاقوه {بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} عادة تكون آيات بينات تدل على أنهم رسل من الله {فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا} كذبوا الرسل واعتلّوا باشتراط أن لا يكون الرسول بشراً، استبعاداً لأن يكون الرسول بشراً، وهذا مما لا حجة لهم فيه {فَكَفَرُوا} برسلهم {وَتَوَلَّوْا} عن طاعة ربهم {وَاسْتَغْنَى اللَّهُ} عنهم {وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} فأخذهم الله.
  (٧) {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} لأنهم لما كفروا بآيات الله كفروا بالبعث أيضا، ولو آمنوا بالآيات لآمنوا بالبعث والجزاء {قُلْ} يا رسول الله