التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة التغابن

صفحة 119 - الجزء 7

  وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ٨ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٩ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٠ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ


  {بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} إنه سيبعثكم وينبئكم بما عملتم، لأنه لا ينسى منه شيئاً.

  (٨) {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} لتسلموا العذاب، وتسلموا من مثل ما حل بالأمم من قبلكم {وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} هذا القرآن آمنوا به {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} إن آمنتم أو كفرتم، فهو عالم بعملكم وبخُبْره باطنه وظاهره.

  (٩) {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ} عائد إلى قوله: {لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ} {ذَلِكَ} البعث والحساب يوم جمع العالمين {يَوْمُ التَّغَابُنِ} لأن من الناس من يخسر نفسه وأهله، فيخسر كل خير، فكان هو المغبون، الغبن الدائم {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ} يغطي الله سيئاته كأنه بحيث لا يراها نهائياً، أو لا يحاسب بها فضلاً عن غفرانها وتغطيتها {وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} هذا هو الرابح ولا غبن ولا خسارة {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} في الجنة أبداً هذا هو السعيد، سعادة دائمة {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الفوز برضوان الله والجنة والنجاة من النار.

  (١٠) {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} كفروا بالله وبرسله، وكذبوا بآيات الله الدالة على رسالة الرسل وبالكتب، كذبوا بها {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا} لا يموتون {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} مصير - نعوذ بالله منه - لا أسوأ منه، ولا أشر منه.