التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة التغابن

صفحة 120 - الجزء 7

  يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١١ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ١٢ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ١٣ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا


  (١١) {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ} سواء في الأرض أو في أنفسنا على ما تقدم في (سورة الحديد) {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} كلها بتخليته، وبعلمه قبل وقوعها {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ} إيماناً يبعث على طاعته وتقواه وذكره وشكره ولا ينساه هذا هو الإيمان الصحيح الصادق {يَهْدِ قَلْبَهُ} ينوره ويهديه لطاعته {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} من آمن فهو عالم بإيمانه لا يضيع منه شيئاً، ولا يخفى عليه منه شيء.

  (١٢) {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} هذا أمر بطاعة الله وطاعة رسوله لندخل الجنة، ونسلم من النار، وهذه العبادة التي خلقنا لها {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ} عن طاعة الله {فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} ليس عليه أن يكرهكم على الطاعة ولم يكلف بهدايتكم، وإنما كلف بالإنذار والتبليغ، وقد أدى ما عليه من البلاغ البين الذي تقوم به الحجة عليكم.

  (١٣) {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} لا إله إلا هو لأنه هو الخالق المالك فهو رب كل شيء، فإذا كان هو رب كل شيء فلا يستحق العبادة إلا هو؛ لأن كل المخلوقين عباد له وليس لغيره فيهم شرك {وَعَلَى اللَّهِ} وحده {فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} يكلون أمورهم إليه ليثبتوا على الإيمان والطاعة، وليقدروا على الوقوف في وجه المشركين وتحدي طغيانهم، فلا بد من أن يكلوا أمرهم إلى الله.