فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا ٩ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ١١ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ١٢

  (٩) {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} فذاقت وخامة أمرها الذي هو العتو عن أمر ربها {وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا} خسرت أنفسها وخسرت كل خير.

  (١٠) {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} مع عذاب الدنيا عذاب الآخرة {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا} احذروا الوقوع في مثل ما وقعوا فيه {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا} هذا القرآن العظيم الذي يكفي العاقل إذا تتدبر آياته.

  (١١) {رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ} هذا الذكر عندي أن المقصود به الآيات، والمعنى: أرسل رسولاً يتلو عليكم آيات الله، فكأنه تفسير لقوله: {قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا} {لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الذين يقبلون ويمتثلون {مِنَ الظُّلُمَاتِ} من ظلمات الجهل والمعصية {إِلَى النُّورِ} إلى نور الهدى والطاعة.

  {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ} بعد ما حذَّر من مثل عذاب الأمم الماضية بشر بالخير من يؤمن بالله ... {وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ