التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الطلاق

صفحة 131 - الجزء 7

  


  خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا} قد أحسن الله أي في هذه الجنات أحسن رزقه الذي سينعم فيه خالد مخلداً.

  (١٢) {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} هو قادر على كل شيء، فكما قدر على خلق السموات والأرض، فهو قادر على البعث والجزاء بالجنة والنار، وجاء هذا التعقيب بعد الوعد والوعيد ليدلل على قدرته سبحانه على ذلك لأنه الذي خلق السموات السبع، ومن الأرض مثلهن سبع أرضين {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} بين السموات والأرضين كما قال: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ}⁣[السجدة: ٥] {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} لأن خلقها آية ودليل عليه، ويكون من جملة فوائد خلقها أن نعلم أنه على كل شيء قدير {وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} أنه عالم بكل شيء، وقدير على كل شيء، لأن في خلقها دلالة على قدرته وفي إتقان وإحكام صنعها دليل على علمه سبحانه وتعالى.