سورة التحريم
سورة التحريم
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ٢ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ٣ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} يروى: أن رسول الله ÷ شرب عسلاً عند إحدى نسائه قيل: إنها زينب بنت جحش فتواطأت حفصة وعائشة على أن يقولا له متى دخل عليهما: إنا نشم منك ريح المغافير، وهي كما قيل: صمغة حلوة الطعم كريهة الرائحة، فلما دخل على حفصة قالت له ذلك، وكذلك قالت عائشة عند دخوله عليها، فعند ذلك حرم العسل على نفسه كراهة للومهما وتطييباً لأنفسهما، فعاتبه الله على ذلك وأمره بتكفير اليمين ليعود إلى جاريته إن شاء.
  {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فالأمر لا يستدعي كل هذا الدلال والاسترضاء لأن فعلك هذا لا يعد جريمة في حقهما.
  (٢) {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} شرع وأوجب الكفارة كفارة اليمين للتحلل مما حلف منه {وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ} الذي يرعاكم ويحسن رعايتكم {وَهُوَ الْعَلِيمُ} بكل شيء من أحوالكم لا يخفى عليه شيء من أموركم {الْحَكِيمُ} في تصرفاته فيشرع لكم في دينه على ما تقتضيه الحكمة.
  (٣) {وَإِذْ أَسَرَّ} واذكر {إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} أفشت سر رسول الله ÷ {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ} أعلم النبي بأنها قد