التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة التحريم

صفحة 136 - الجزء 7

  قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ٤ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ٥ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ


  أخبرت بذلك السر {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} عرف النبي بعضه لها أي أخبرها ببعض ما قد أفشت وأعرض عن بعضه تكرماً منه ÷، كأنه كراهية منه للتشديد عليها {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ} بهذا البعض {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} يعني الله سبحانه الذي أوحى إليه هذا.

  (٤) {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} رجع يخاطب بعض أزواج النبي ÷ ليتوبا إلى الله مما اقترفا {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} قد مالت عن الحق قالوا: إن الخطاب هذا موجه لعائشة وحفصة، الرواية في البخاري {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} تتعاونا عليه على النبي ÷ {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} وهو ناصره ومؤيده {وَجِبْرِيلُ} مع النبي {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} علي بن أبي طالب ~ {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} مناصرون للنبي ÷ كأن هذا كله لأجل الدلالة على أن الله معه والملائكة والمؤمنين وليس فقط لأجل القضية المذكورة، وهو نوع من البديع أن يسترسل ويتطرق إلى ذكر شيء آخر غير ما عليه السياق لفائدة في ذلك.

  (٥) {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} هذا تخويف لهن لئلا يتجرأن على أذيته مرة أخرى {أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} ووصف البديل المفترض بأنهن الجامعات لهذه الأوصاف: {مُسْلِمَاتٍ} مخلصات لأنفسهن لله سبحانه {مُؤْمِنَاتٍ} بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيئين.