التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة التحريم

صفحة 137 - الجزء 7

  وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٦ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٧ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ


  {قَانِتَاتٍ} خاضعات لله ولرسوله {تَائِبَاتٍ} إلى الله إذا لم تتب أزواجه المعنيات فسيستبدلهن بنساء تائبات {عَابِدَاتٍ} لله سبحانه وتعالى {سَائِحَاتٍ} يذهبن معه حيث ذهب سواء في الجهاد أو في الهجرة أو غير ذلك {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} يكون البديل بعضهن ثيبات وبعضهن أبكار وفي كل صنف مواصفات ومميزات تحلو للرجل، فالثيبات يتمتعن بالعقل والفهم وتجربة الزواج ومعرفة ما يصلح للزوج ونحو ذلك، كما تتميز البكر باللذة والمتعة لما هي عليه من الصباء والتصابي، هذا ملخص كلام الإمام الهادي # في معنى الآية.

  (٦) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} وهذه كأنها متعلقة بما مضى {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} على الرجل أن يسعى في نجاته ونجاة أهله من النار وذلك بالموعظة والتعليم والتربية {وَقُودُهَا} حطبها {النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ} خزنتها {غِلَاظٌ شِدَادٌ} أهل غلظة وشدة على أهلها دونما رأفة ولا رحمة، فهم يوقدونها ويسعرونها باستمرار لا يدعونها يفتر تأججها {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} يمتثلون ما أمرهم الله به من تعذيب العصاة، ولا يخالفون له أمراً.

  (٧) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} كأنه يقال لهم هذا في حال عذابهم في جهنم ليعلموا أنه ليس إلا جزاء على ما كانوا يعملون في الدنيا لتكون أعمالهم حسرات عليهم.