سورة التحريم
  جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ٩ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ١٠ وَضَرَبَ
  {يَقُولُونَ} وهم في الآخرة لهول المطلع وعظم الموقف وإن كانوا آمنين لكن يدعون الله قائلين: {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أتمم لنا ما أعطيتنا من هذا النور وكرامات البشارة بإيصالنا إلى ما وعدتنا من دار كرامتك، والخلاص في موقف الحساب.
  (٩) {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} أمره بجهادهم أما الكفار فواضح وأما المنافقين فلدورهم في الإفساد خصوصاً فيما بين المؤمنين ومحاولة تفكيكهم من الداخل ونحو هذا من أعمال المنافقين وتخريبهم، فلا بد من جهادهم لكن قد يكون حسب ما تقتضيه المصلحة حينئذ وقد يكون ذلك بالغلظة في القول والزجر والتخويف والتهديد غير القتل، وقد تقتضي المصلحة قتلهم كما قال: {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً ..} إلى قوله: {.. وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً}[الأحزاب: ٦٠ - ٦١] {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} في المعاملة والجهاد {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} ومأوى الكفار والمنافقين جهنم {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} أسوء مصير - نعوذ بالله - يصيرون إليه.
  (١٠) {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} هذا مثل للكافر وأنه لا ينفع الإنسان قربه من نبي أو نحوه إذا لم يلتزم هو في نفسه بدينه وشرعه {كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ} نبي الله نوح، ونبي الله لوط {فَخَانَتَاهُمَا} امرأة لوط قالوا كانت تخبر قومه بأن لديه ضيوفاً، فيتعرض لأذية قومه.