سورة التحريم
  اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ١١ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ١٢
  {فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} لم يكن لزوجيهما أي صلاحية ليدفعا عنهما من عذاب الله شيئا {وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} ولو كنتن زوجين لنبيين من أنبياء الله العظام، فهذا فيه عبرة لعائشة وحفصة لتحذرا وكذا درس لجميع أزواج النبي ÷ في عدم الركون إلى كونهن أزواج النبي وأنه في يوم القيامة لا ينفع الإنسان إلا عمله.
  (١١) {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} ما ضرها كونها زوجة لكافر لأنها مؤمنة فنفعها إيمانها {إِذْ قَالَتْ} أذكر، إذ توجهت إلى الله بهذا الدعاء ليخلصها من فرعون وعمله {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} لما كانت مؤمنة لم تلجأ إلا إلى الله لينقذها من شر فرعون وظلمه.
  (١٢) {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} ضرب بها المثل في المؤمنات {الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} تطهرت وتنزهت من الجريمة {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} حين خلقنا عيسى نبي الله في بطنها.
  {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} كلمات الله كل ما وعد به الباري أو أخبر به صدقت به، وكذلك كتب الله هي مصدقة بأنها من الله {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} الخاضعين لله، المنقادين له، المستسلمين لأمره، ولعل السبب في جعلها مثلاً للمؤمنين للعبرة بها فيما لاقته من اليهود من الرمي لها بالجريمة