التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القلم

صفحة 174 - الجزء 7

  وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ١٠ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ١١ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ١٢ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ١٣ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ١٤ إِذَا تُتْلَى


  ومرجع المعنيين واحد؛ لأنهم يوم القيامة إذا حكم اللّه بين عباده أبصروا أن رسول الله ÷ كان هو كما وصفه اللّه على خلق عظيم وعلى حق وليس بمجنون كما زعموا، وعلموا أنهم هم الذين خدعهم الشيطان وحال بينهم وبين استعمال عقولهم حتى صاروا كأنهم قد سلبوا عقولهم وعند ذلك أبصروا الحق وأبصروا أن المفتون فيهم الذي كان قائدهم إلى الباطل مثل أبي جهل أو غيره، والراجح في معنى: {بِأَيِّكُمُ} أنه في أيكم، أي في أي الفريقين المسلمين والكافرين.

  (٧) {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} فسيحكم بين الفريقين بالحق أو فقد أعلمك أنك على الحق فاثبت عليه وتوكل على الله.

  (٨ - ٩) {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ۝ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} في مساوماتهم الباطلة {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} لو تساهل لهم في شركهم فيتساهلون في عبادة اللّه كأن تتركهم على دينهم ولا يفتنوا من أسلم.

  (١٠) {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} (الحلاف): كثير الحلف، و (المهين): الذليل الحقير، كما في (تفسير الإمام الهادي #) ولعل هذا الحلاف كان يتهدد الرسول ÷ ويحلف على تهديده، فأمر اللّه رسوله ÷ أن لا يطيعه ليتوكل على اللّه ويثبت على دعوته، ولعله - أيضاً - كان يؤكد دعاويه بالأيمان لتقبل منه، وكذلك لعله كان يعد رسول الله ÷ إن أطاعه بعض الوعود ويؤكد وعوده بالأيمان لظنه أن ذلك يؤثر.