سورة الحاقة
  وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ٤٤ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ٤٥ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ٤٦ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ٤٧ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ٤٨
  (٤٣) {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فكيف يشتبه كلامه بكلام الكاهن وكيف لا ينزل رب العالمين لعباده ما يهتدي به من اتبعه وينجو به من النار ويصير إلى السعادة الدائمة، فإن اللّه ربهم حكيم وليس من الحكمة أن يهمل عباده.
  (٤٤) {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} {وَلَوْ تَقَوَّلَ} أي الرسول المفهوم من السياق {عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} تقول أي لو قال علينا مال م نقل أي لو كذب علينا كذبة واحدة.
  (٤٥ - ٤٦) {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} لقهرناه ولم يبق له قوة. {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} {الْوَتِينَ} نياط القلب وعلائقه التي يسقط القلب بقطعها ويذهب دمه وحياته.
  (٤٧) {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} أي مانعين دافعين للقتل لأن اللّه غالب على أمره، ولأنه أظهر له المعجز وأثبت أنه رسول منه فكيف يتركه يكذب عليه سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين، بل كل ما جاء به الرسول ÷ عن اللّه فهو من اللّه حقاً وصدقاً؛ لأنه معصوم عن الكذب اختاره اللّه للرسالة بحكمته؛ لصدقه وأمانته وكمال كفاءته وأهليته.
  (٤٨) {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} أي القرآن ينتفع به المتقون ويهتدون به وفي ذلك السعادة الدائمة، والمتقون: هم الذين يبعثهم الخوف من اللّه على اتقاء عذابه، بأن يطيعوه ولا يصروا على معصية، بل كلما زلوا رجعوا إلى الله.