التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الحاقة

صفحة 216 - الجزء 7

  وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ٤٩ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ٥٠ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ٥١ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ٥٢


  (٤٩) {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ} فليتقوا عقاب التكذيب، كقوله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}⁣[إبراهيم: ٤٢] فهو تهديد للمكذبين.

  (٥٠) {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} لأنه حجة عليهم وطريق سلامة لهم وسعادة لو قبلوه وآمنوا به واتبعوه، فلذلك يندمون على تفويته إذا جاء جزاؤهم على التكذيب هذا في الآخرة، فأما في الدنيا فإنهم إذا سمعوه أيقنوا انه خارق للعادة، وأنه كلام ليس من كلام البشر، وأنه حجة عليهم يهدد ما هم عليه بالبطلان والسقوط، فلذلك يكون عليهم حسرة في الدنيا.

  (٥١) {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} هذا القرآن بما فيه من الوعيد والوعد حق اليقين المتيقن المعلوم الذي لاشك فيه؛ لأنه الحق من اللّه أصدق القائلين.

  (٥٢) {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} سبحه عما يقول المكذبون على اللّه مما هو خلاف الحكمة، كقولهم: لا يبعث اللّه من يموت، وتكذيبهم للرسل سبحان اللّه عما يصفون، والتسبيح هو بذكر اسمه في التسبيح؛ ليفيد: أن المراد التسبيح بالقول، و {الْعَظِيمِ} الجليل الذي لا ينبغي أن ينسب إليه ما ينافي تعظيمه.