سورة المعارج
  هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ٢٣ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ٢٤ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ٢٥ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ٢٦ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ
  (١٩) {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} فسر (الهلع): بشدة الجزع أو سرعته وسرعة المنع، وهو تفسير بما يؤدي إليه الهلع، والصواب: أنه ضعف يترتب عليه الجزع والمنع إذا لم تكن للإنسان قوة الإيمان، قال الإمام الهادي # في (تفسيره): «{الْإِنْسَانَ} فهو الناس كلهم {خُلِقَ هَلُوعًا} يقول: طبع وفطر على الضعف والهلع وضعف البنية والجزع مما يعظم عليه ويشد أمره لديه» انتهى.
  (٢٠) {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} الجزع: ضد الصبر، فهو قول أو نحوه يبعث عليه التألم، كشق الجيب، وحلق الشعر، وخدش البشر، والصياح ... ونحو ذلك من الأفعال الاختيارية، والتروك كالإضراب عن الطعام.
  (٢١) {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} المنع: إمساك المال، والمراد حبسه عن فعل الخير، وترك إنفاقه في مرضاة الله.
  (٢٢ - ٢٣) {إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} فإدامة الصلاة دليل على قوة الإيمان وقوي الإيمان يديم صلاته، لا يصرفه عنها مرض، ولا شغل، ولا تعب، ولا حاجة إلى النوم، فإذا كان يديم الصلاة على كل حال فهو قوي بالإيمان، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ}[الأنعام: ٩٢] وبهذه القوة يستطيع أن لا يكون {جَزُوعًا} ولا {مَنُوعًا}.
  (٢٤ - ٢٥) {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} {مَعْلُومٌ} محدود بمقداره، ومنه الزكاة بعد ما شرعت أما قبل شرعيتها بحدودها المعروفة، فهو محدود بما تستدعيه حاله وظروفه وتستدعيه حاجة السائل والمحروم، فلا يجحف بعياله ولا يضر نفسه بل ينفق العفو.