سورة الجن
  شَطَطًا ٤ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ٥ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ٦ وَأَنَّهُمْ
  وتفسيره بالملك والسلطان أو بما يفيده هو أظهر؛ لترتيب قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} ليفيد: أن كل من في السماوات والأرض عبيد لله مملوكون، ولو كان بعضهم صاحبة أو ولداً ما كان عبداً، وذلك نقص من الملك وملكه أجل وأعلا من أن ينقص أو أن يشاركه فيه صاحبة أو ولد، قال الإمام الهادي #: «ومعنى {صَاحِبَةً} فهي الزوجة التي يسكن الزوج إليها وينتفع في كل الحالات بها» انتهى.
  وقوله: {وَلَا وَلَدًا} تنزيه لله سبحانه عن التبني لولد؛ لأنه غني، وليس الكلام خاصاً بنفي الولد، فهو سبحانه منزه عن أن يكون له بأي طريقة لا بالولادة ولا بالتبني المذكور، مثله في قوله: {عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}[يوسف: ٢١].
  (٤) {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا} قال الإمام الهادي #: «ومعنى {كَانَ يَقُولُ} أي لم يزل سفيهنا» انتهى، وقوله: {سَفِيهُنَا} ذم لمن أهمل عقله وصار ضعيف العقل أو ناقص العقل لذلك، والمراد: السفيه منا أي الكافر، وهو عام لكل سفيه منهم، أو أرادوا إبليس - نعوذ بالله منه - وأنه ابتدأ القول الشطط فاتبعه غيره.
  (٥) {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} {وَأَنَّا ظَنَنَّا} في الماضي قبل أن نسمع القرآن {أَنْ لَنْ تَقُولَ} شياطين الجن ومن تبعهم من الإنس قولاً {كَذِبًا} يجمعون عليه، غفلوا عن عمل الشياطين وسعيهم في إضلال الإنس والجن، فاستبعدوا أن يتفق الفريقان على كذب، فصدقوهم - قبل سماع القرآن - في إثبات الشركاء لله تعالى أو الصاحبة والولد.