سورة المدثر
سورة المدثر
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنْذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ٣ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ٤ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ٥ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ٦ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ٧ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ
  (١ - ٤) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} النداء هذا لرسول الله محمد بن عبد اللّه بن عبدالمطلب بن هاشم الهاشمي القرشي، نزل عليه القرآن أولاً بـ (مكة) في بلده الأول.
  قال الإمام الهادي #: «و {الْمُدَّثِّرُ} هو الملتحف، والالتحاف: فهو طرح الثياب على الإنسان عند اضطجاعه. قال #: وسبب تدثر رسول الله ÷: أن الوليد بن المغيرة المخزومي لعنه اللّه جمع قريشاً في دار الندوة، ثم قال: يا معشر قريش إن هذا الإنسان قد ادعى ما ادعى والعرب تفد عليكم وتأتي بلدكم فلا يزال السائل يسأل عنه بعضكم فيقول شيئاً ويسأل آخر فيقول له شيئاً آخر، فاشتوروا وأجمعوا له أمركم وكلمتكم حتى يكون قولكم فيه قولاً واحداً فما تقولون إنه؟ فقال بعضهم: مجنون، فعبس في وجهه - ثم قال -: ليس هذا بقول وليس هو وأبيكم بمجنون. فقال بعضهم: شاعر، فقطب في وجهه أيضاً وقال: ليس هذا شاعراً، قد سمعنا الشعر وقلناه فليس هذا على مجراه. فقالوا: كاهن. قال: ولا بكاهن ليس يغبا على العرب الكاهن. فقال بعضهم: ساحر. فقال لهم: وما الساحر وما يعمل؟ فقالوا: يفعل فعلاً يفرق به بين المرء وزوجته [كذا] ويحبب المبغض ويبغض الحبيب. فقال: هذا إذاً، قد والله يفعل محمد ذلك، فأجمعوا كلمتكم على أنه ساحر فخرجت قريش من (دار الندوة) فلم يلق أحد منهم رسول الله ÷