التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المرسلات

صفحة 340 - الجزء 7

  ١٣ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ١٤ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ١٥ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ١٦ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ ١٧ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ١٨


  {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} يوم قطع الخلاف الذي كان بين المختلفين، والحكم بينهم، والتمييز بين أهل الحق وأهل الباطل تمييزاً عظيماً بضروب من التمييز الفاصل بين الفريقين، وإكرام أولياء اللّه، وإهانة أعداء اللّه {الْفَصْلِ} الذي يبقى أبداً، وعظم اللّه هذا اليوم العظيم مرة أخرى، فقال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ}

  (١٤) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ} وهو حقيق بالتعظيم، كما بينه تعالى في سائر القرآن مفصلاً، وكما يأتي في هذه السورة، وكما مر فيها.

  (١٥) {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} هذا وعيد للمكذبين، والويل، والثبور، والشقاء، وسوء المصير، وشر المنقلب معانيها متوافقة.

  وقوله: {يَوْمَئِذٍ} أي يوم إذ يفصل اللّه بين العباد، والمكذبون: الذين يكذبون بيوم الفصل، يكذبون الرسل المنذرين به، ويكذبون وعد اللّه به، زاعمين أن الوعد ليس من الله.

  (١٦ - ١٨) {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ۝ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ ۝ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} هذا احتجاج على المكذبين لأن اللّه قد أهلك المكذبين الأولين ويهلك المكذبين الآخرين في وقت نزول القرآن بتعجيل هلاك بعضهم بضروب من المصائب وقعت لهم، وهكذا يفعل اللّه بالمجرمين أهل الجرائم يعذبهم، فلو كان الوعد بالآخرة غير صادق لما عذب المكذبين، ولو كان يهمل عباده ولا يجازي لما عذب في الدنيا عذاباً عاجلاً، ثم أكد الوعيد به، فقال تعالى: