سورة المرسلات
  كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ٣٣ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٣٤ هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ٣٥ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ٣٦ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٣٧ هَذَا يَوْمُ
  (٣٠ - ٣١) {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} ولعله جعل لهم هذا الظل تهكماً كما جعل لهم طعام {لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}[الغاشية: ٧] وشراب لا يروي من العطش و {ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} إما دخان أصله واحد وحين يطلع في جوّ جهنم يتشعب ثلاث شعب لعظمه، وإما تشبيه بالظل الذي لا يفيد لدخول الشمس من بين شعبه.
  والأول أظهر، فقد ذكر اللّه الظل في (سورة الواقعة) بقوله تعالى: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ}[آية: ٤٣] وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @) لسورة الواقعة: «واليحموم: الدخان» انتهى، وفي تفسيره لـ (سورة المرسلات): «{انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} معناه: إلى دخان جهنم» انتهى {وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} لا يدفع العذاب من اللهب أي لهب جهنم.
  (٣٢) {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} {إِنَّهَا} أي إن جهنم المفهومة من السياق {تَرْمِي بِشَرَرٍ} عظيمة تبلغ الشرة في حجمها مثل القصر، قال الإمام الهادي #: «والقصر: فهو الدار المبنية الكبيرة المرتفعة» انتهى، ورميها بالشرر لتسعرها على عادة النار في رميها بالشرر إذا سعرت.
  (٣٣) {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} قال الإمام الهادي #: «والجمالات الصفر: فهي الجبال الصغار المنفردة من الجبال التي تكون في قيعان الأرض، تسميها العرب: الظراب واحدها ظرب، وأهل اليمن يسمونها جمالات» انتهى المراد، وهو مناسب للتشبيه بالقصر.