التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المرسلات

صفحة 346 - الجزء 7

  الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ ٣٨ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ٣٩ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٤٠ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ٤١ وَفَوَاكِهَ مِمَّا


  (٣٤) {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} من عذاب جهنم، وما يلحقهم يومئذ من الخزي وغيره.

  (٣٥) {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ} الإشارة إلى يوم الفصل {لَا يَنْطِقُونَ} إما للختم على أفواههم في حال، وإما لشدة الهيبة وانقطاع الحجة، والمنفي هو النطق الاختياري، فأما إذا أنطقهم اللّه أو سألهم، فهو غير مقصود هنا لأن السياق في بيان هول الموقف.

  (٣٦) {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} أي لا يؤذن لهم في الاعتذار لأنهم ليس لهم عذر صحيح ولا يعودون إلى دار الخيار أو حالة الاختيار والتكليف، كما كانوا في الدنيا فيعتذرون اعتذاراً نافعاً أي يتوبون.

  (٣٧) {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} من هول ذلك اليوم، وتقطع الأسباب، وشدة العذاب.

  (٣٨) {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} أي يقال لهم: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} الذي وعدكم اللّه في الدنيا {جَمَعْنَاكُمْ} والأمم التي قبلكم كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ۝ لَمَجْمُوعُونَ ..}⁣[الواقعة: ٤٩ - ٥٠] فقد تحقق الوعد.

  (٣٩) {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} في هذه تعبير عن غضب اللّه عليهم، وتسجيل عليهم بعداوتهم لله، وعجزهم عن دفع بطشه، وهي كلمة غضب يحق لها أن تهد القوى وتزهق النفوس لو كان أحد يموت يومئذ، وهم أعجز عن تدبير مكيدة لرب العالمين، العزيز، القاهر فوق عباده، الغالب على أمره.