سورة المرسلات
  مُجْرِمُونَ ٤٦ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٤٧ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ٤٨ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٤٩ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ٥٠
  (٤٥) {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} من غضب اللّه وعذابه.
  (٤٦) {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ} {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا} كما تأكل الأنعام، فهو متاع قليل ينتهي وتصيرون بعده إلى العذاب والويل لأنكم {مُجْرِمُونَ}.
  (٤٧ - ٤٨) {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} تأكيد للوعيد {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} إذا قيل لهم: اخضعوا لله ربكم واعبدوه {لَا يَرْكَعُونَ} مع أنهم ما خلقهم ربهم إلا ليعبدوه، لكنهم مستكبرون.
  (٤٩) {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} لأنهم مستكبرون عن عبادة ربهم، مجرمون مفسدون في الأرض، وفي قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لاَ يَرْكَعُونَ} دلالة على أن الأصل في الأمر إفادة الوجوب، ومثله قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَانِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا ..}[الفرقان: ٦٠] لأنه ذمهم على مخالفة قوله: {ارْكَعُوا} وقوله: {اسْجُدُوا} ومثلهما أمر الملائكة بالسجود لآدم، وقوله تعالى لإبليس: {مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ}[الأعراف: ١٢].
  (٥٠) {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} {بَعْدَهُ} أي بعد هذا الحديث وما فيه من البيان الكافي والحجج المنيرة والوعيد للمكذبين الذي تكرر، وأقل أحوالهم لو أنصفوا أن يلفتهم إلى التفكر في آيات اللّه، والنظر بجدّ ونصح لأنفسهم، حتى يعرفوا الحق ويتبعوه، ولكنهم معرضون مستكبرون.