سورة النبأ
  
  (٣١ - ٣٢) {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا} {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} {لِلْمُتَّقِينَ} للذين اتقوا ربهم بالإيمان واجتناب المعاصي والمفاز والفوز: الظفر بالخير، ويقال: للنجاةن ويمكن هنا جمع المعنيين لعدم التنافي ومناسبة السياق الماضي للنجاة والآتي للنعيم، وهو قوله تعالى: {حَدَائِقَ} جمع حديقة، وهي البستان الجامع للفواكه المتعددة المحاط بحائط محدق به، ويحتمل: أنه يسمى حديقة على الإطلاق، ولو كانت ثمرته نوعاً واحداً، ولكن ذكر التنوع الإمام الهادي والزمخشري، فظهر: أنه من معنى الحديقة {وَأَعْنَابًا} الظاهر من الجمع أنه أنواع العنب.
  (٣٣) {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} قال الإمام الهادي #: «والكواعب: فهن النساء النواهد، والناهد: فهي التي قد برز ثديها وتبين للناظرين في صدرها التي لم ينكسر ولم يمل» انتهى المراد، والأتراب: المشتبهات في السن المتفقات في وقت المولد أو في عام المولد، ولكن الإمام الهادي # فسرها في هذا الموضع بالمشتبهات في القد والجسم والصورة والخلق.
  وهو فائدة اتفاق الميلاد أن يكن سواء في القد والجسم ومعاني اتفاق السن وإن كان اللّه أنشأهن إنشاء بدون ولادة كما قيل في أهل الجنة، كأبناء ثلاث وثلاثين؛ لأن التاريخ نفسه غير مقصود أعني تاريخ الولادة، إلا لما يترتب عليه في الدنيا، وأمر الآخرة خلاف أمر الدنيا.
  (٣٤) {وَكَأْسًا دِهَاقًا} يقال في الكأس: كوب فيه الخمر يشرب به، فأما الإمام الهادي # فقال: «والكأس: فهو ضرب من الأقداح يشرب فيها الماء وغير الماء من العسل واللبن، يكون الكأس من الفضة والذهب ويكون في الآخرة من ذلك، ومن غيره من الجواهر الياقوت الأحمر والدرّ الأبيض والزمرد الأخضر» انتهى.