سورة النازعات
  ٣٩ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ٤٢ فِيمَ أَنْتَ مِنْ
  ومن هذا المعنى قول الشاعر:
  شجو حساده وغيظ عداه ... أن يرى مبصر ويسمع واع
  (٣٧) {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} (الفاء) للتفريع على مجيء {الطَّامَّةُ} وتبريز الجحيم، وهو يفيد: أن إظهار الجحيم لمن يرى متقدم على وقت إدخالهم جهنم، وهو موافق لقوله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا}[الفرقان: ١٢] فهم يرونها قبل أن يصيروا فيها، والطغيان: مجاوزة الحد في العصيان، كأن العاصي المصر علا وتكبر، من حيث أنه عبد لله عليه أن يطيعه، فخلع رداء العبودية وترفع عنها بالتمرد والعصيان، فكان ذلك طغياناً.
  (٣٨) {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} جعل مطالب الحياة الدنيا أحب إليه من الإعداد للآخرة، فاختار العمل للدنيا على عمل الآخرة، وقدمه على الإعداد للآخرة.
  (٣٩) {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} أي مأواه الذي يأوي إليه إذا جاءت {الطَّامَّةُ} أي مصيره ومحله ومقره.
  (٤٠) {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} موقف الحساب الذي يوقف فيه العباد بين يدي ربهم ليسألهم ويحاسبهم و (المقام) الموقف، والمعنى: خاف حسابه عند ربه، فهو من المتشابه كما قدمت في تفسير (الحاقة) وتصوير العرض على اللّه والوقوف بين يديه للحساب وارد في مواضع من القرآن، وهو عبارة عن موقف الحساب الدقيق، والسؤال عما تقدم من الأعمال، ووقوف العباد للحساب.