التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النازعات

صفحة 381 - الجزء 7

  ذِكْرَاهَا ٤٣ إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ٤٤ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ٤٥ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ٤٦


  والسؤال حقيقي، وإنما المتشابه: تسميته لقاء وحساباً عنده ووقوفاً بين يديه، {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}⁣[الزمر: ٦٩] {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}⁣[الحاقة: ١٧] {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ}⁣[الرحمن: ٣١] {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ}⁣[المائدة: ٤٨] {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا}⁣[الكهف: ٤٨] وهي تعبر عن مقام هيبة وإجلال لله تعالى، وعن كون السؤال والحساب منه، وكذلك الفصل بين العباد، وعن غير ذلك من المعاني التي لأجل جملتها كان ذلك كالحضور بين يدي ملك يقضي فيهم بما يشاء.

  {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} أي في هذه الدنيا نهى نفسه عما تهوى، وكلفها الصبر على التقوى، والأولى حملها على ظاهرها، وأن الواجب مدافعة الهوى نفسه، أي ما زاد على الطبيعي الضروري.

  (٤١) {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} وفي هذه حصر، وكذلك الأولى فالنار مأوى الطاغين لا مأوى لهم غيرها، والجنة مأوى المتقين لا غيرها.

  (٤٢) {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} {السَّاعَةِ} القيامة، ولعلها سميت (ساعة) لتقريبها في قدرة اللّه، والدلالة على أنها لا تعسر عليه، والسائلون عنها: إما أهل القلوب التي تكون {يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} وإما الناس كقوله تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ}⁣[الأحزاب: ٦٣] و {أَيَّانَ} بمعنى متى {مُرْسَاهَا} ومرساها كناية عن وصولها وثباتها، كأنها آتية إتيان المسافر وعند وصولها ثبتت ثبات الجبال، قال تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}.

  (٤٣) {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} أي في أمر عظيم أنت بسبب تذكرها، أي في اهتمام بها وخوف، قال في (المصابيح): «عن الحسين بن القاسم @: يريد