التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة التكوير

صفحة 401 - الجزء 7

  ١٢ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ١٣ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ١٤ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ١٥ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ١٦ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ١٧ وَالصُّبْحِ إِذَا


  (٨ - ٩) {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ۝ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} {الْمَوْءُودَةُ} التي تدفن في التراب وتقتل بذلك، كأنها تسأل لتعلم أن ربها يريد أن ينتقم لها من وائدها، وأنه لم يغفل عن عمل ظالمها.

  (١٠) {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} {الصُّحُفُ} صحف أعمال العباد التي كتبت فيها تنشر لتقرأ، قال تعالى: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا ۝ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}⁣[الإسراء: ١٣ - ١٤] فنشر الصحف للحساب يوم القيامة.

  (١١) {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} في (تفسير الشرفي): «عن محمد بن القاسم @: وكشطها قلعها من موضعها إذا طويت» انتهى، قلت: لعل الأولى: أنه شقها وقطعها وطي أبعاضها، فالقلع قلع بعضها من بعض.

  (١٢) {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} إعداداً لها لأهلها يشتد التهابها وتوقدها.

  (١٣) {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} {أُزْلِفَتْ} للمتقين قربت، فإذا كانت هذه الأمور المذكورة من أول السورة:

  (١٤) {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} من عمل ينفعها أو يضرها، قال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}⁣[آل عمران: ٣٠] والأقرب - والله أعلم - أنه علمها بحقيقة عملها وخبره، كقوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ}⁣[يونس: ٣٠] وقوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}⁣[الطارق: ٩] لأن علمها بأنها فعلت كذا وفعلت كذا، يكون عند نشر الصحف وقراءتها، وهذا العلم كأنه متأخر.