التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الانفطار

صفحة 411 - الجزء 7

سورة الانفطار

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ١ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ ٢ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ٣ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ٤ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ٥ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ٦ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ٧


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} {انْفَطَرَتْ} و {انشَقَّتِ} سواء في الدلالة على تفرق اتصالها، وهو ابتداء خرابها عند مجيء القيامة.

  (٢) {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} تساقطت وزالت عن أماكنها.

  (٣) {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} أي خرجت من أماكنها ففاضت فيضاناً عظيماً، ولعل ذلك عند ارتجاف الأرض.

  (٤) {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} بإخراج باطنها وإلقائه حولها غير منتظم، كقوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}⁣[الإنشقاق: ٤] ولعله يؤخذ منه أن الموتى تكون قبل القيامة قد صارت جثثها تراباً فصارت جزءاً من أجزاء القبور، ولذلك صح أن يقال: {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} فنسبت البعثرة إلى القبور نفسها وفي (سورة العاديات): {أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}⁣[آية: ٩]، وعلى هذا يكون خروج أهل القبور منها وهم تراب قبل نشرهم وإحيائهم - والله أعلم.

  (٥) {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} كقوله تعالى: {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى}⁣[النازعات: ٣٥].

  (٦) {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} {غَرَّكَ خدعك بِرَبِّكَ} بإنعام ربك {الْكَرِيمِ} وستره عليك وحلمه عنك.