سورة الانفطار
  ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ١٥ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ١٦ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ١٧ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ١٨ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ١٩
  وقوله تعالى: {كِرَامًا} يفيد: أنهم أهل تقوى وإحسان، فهم مأمونون على الإنسان، موثوق بشهادتهم عليه وصحة ما يكتبون، وقوله تعالى: {كَاتِبِينَ} ظاهره: الكتابة المعروفة بأي طريقة، ولو بتصوير العبد وأعماله في فيلم يعرض عليه يوم القيامة، قال تعالى: {بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}[الزخرف: ٨٠] وقال تعالى: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}[الإسراء: ١٣ - ١٤] ولا ملجئ للتأويل كشهادة أعضائه عليه، وكشهادة الرسول ÷ على من شاهده من أمته وغير ذلك، ولا يلزم من تأويل الكتاب في بعض المواضع من القرآن الحكيم تأويله في سائر المواضع مع اختلاف سياق الكلام.
  وقوله تعالى: {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} يفيد: أنهم يكتبون كل ما يفعل المخاطبون؛ لأنهم لا يخفى عليهم عمل من أعمال المخاطبين، فأفاد بقوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ} أنهم موكلون على المخاطبين ليحصوا أعمالهم، وبما ذكر من صفاتهم أنهم يحصل بهم المقصود لكمال كفاءتهم له.
  (١٣ - ١٦) {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} في هذه الآيات تحقيق ما يكون {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ} وكان ما ذكر في السورة وأعمال العباد محفوظة يذكرونها في ذلك اليوم، فهاهنا صرح بالجزاء الأوفى: أما الأبرار ففي نعيم، في عيش ينعم أهله ولهم ما يشاؤون، وأما الفجار ففي جحيم في نار جهنم.