سورة المطففين
  
  والأساطير: جمع أسطورة يعني أن القرآن ليس من اللّه إنما هو بزعمه {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أي ما سطره الأولون من القصص والأخبار التي لا أساس لها من الصحة، وحاصله التكذيب بأنها من آيات اللّه، وقد وضح كذبهم بعجزهم عن الإتيان بسورة من مثله.
  {كَلَّا} حرف زجر وردع عن التكذيب بآيات اللّه، ودعوى أنها أساطير الأولين {بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} {رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} دنسها وغلبها، فهي كارهة للحق تأبى قبوله، ولأهل اللغة عبارات في تفسير (الران) وحاصل المعنى: إفساد قلوب الذين يكذبون بيوم الدين، والمفسد لها هو ما كانوا يكسبونه في الماضي من الذنوب المتتابعة المتوالي فسادها على القلوب، وفي (أمالي المرشد بالله الخميسية) [ج ٢/ص ٢١١]: بإسناده عن النبي ÷: «أربع خلال مفسدة للقلب: مجاراة الأحمق فإن جاريته كنت مثله وإن سكت عنه سلمت منه، وكثرة الذنوب مفسدة للقلب، وقد قال اللّه تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ..» الحديث.
  (١٥) {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} مبعدون عن ربهم، وهو تمثيل كمن يحجبه حاجب الملك عن الدخول إليه، قال في (لسان العرب): «والحاجب: البوّاب صفة غالبة، وجمعه: حجَبَة وحجّاب، وخطَّته الحجابة [يعني حرفته] وحجبه أي منعه الدخول» انتهى المراد.
  قلت: ومنه قول الشاعر:
  لهم حجاب ولنا أنفس ... تمنعنا الذل عزيزات
  وقول الشاعر:
  إذا اعتروا باب ذي عِبِّيَّة رُجبوا ... والناس من بين مرجوب ومحجوب