سورة المطففين
  ١٧ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ١٨ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ١٩ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ٢٠ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ٢١ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ٢٢ عَلَى
  ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
  وَخَامِلٍ مُقرِفِ الآباءِ ذي أدَبٍ ... نالَ المعاليَ بالآداب والرُّتَبَا
  أمسى عزيزاً عظيم الشأن مشتهراً ... في خدِّه صَعَرٌ قد ظل محتجبا
  ومعنى أنهم مبعدون: أنهم مهانون في ذلة وصغار.
  (١٦) {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ} والترتيب بـ {ثُمَّ} هنا مستقيم على أصلها؛ لأن حجبهم في موقف الحساب {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} وبعد ذلك يؤمر بهم إلى النار ويوقفون عليها ثم يلقون فيها فيصلونها نعوذ بالله.
  (١٧) {ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} أي {هَذَا} العذاب بهذه النار {الَّذِي كُنْتُمْ} في الدنيا {بِهِ تُكَذِّبُونَ} الرسل حين أنذروكم وتكذبون من حذر منه.
  (١٨) {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} {كَلَّا} زجر عن التكذيب بيوم الدين؛ لأن معناه: نفي الجزاء للفجار والأبرار و {كِتَابَ الْأَبْرَارِ} كتاب أعمالهم {لَفِي عِلِّيِّينَ} و {عِلِّيُّونَ} فسره قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}
  (١٩ - ٢١) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ} فقد فسر {عِلِّيِّينَ} بأنه {كِتَابٌ مَرْقُومٌ} وعظم هذا الكتاب وشرّفه بقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ} وبقوله: {يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ} والأقرب: أنهم الملائكة المقربون ليكرموا الأبرار، كما قال تعالى: {وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}[الرعد: ٢٣ - ٢٤] واطلاعهم على الكتاب مما يسر الأبرار، قال تعالى: {فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَه}[الحاقة: ١٩] ومعنى {يَشْهَدُهُ} يحضره ويشاهده.