التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأعلى

صفحة 461 - الجزء 7

سورة الأعلى

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ٢ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ٣ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ٤ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى ٥ سَنُقْرِئُكَ فَلَا


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} التسبيح: تنزيه بليغ عن كل نقص وعيب {سَبِّحِ} بعّد عن كل نقص وعيب {فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}⁣[الإسراء: ١١٠] التي تدل على عظمته وجلاله وبعده عن كل نقص وعيب، وليس فيها ما يدل على ضعف أو نقص أو منافاة للحكمة و {الْأَعْلَى} الغالب على أمره، القاهر فوق عباده، فهو علو الشأن.

  (٢) {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} {خَلَقَ} كل مخلوق {فَسَوَّى} جعله سوياً وأتقن صنعه.

  (٣) {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} {قَدَّرَ} المصنوعات بمقاديرها وقدر للأحياء أرزاقهم وآجالهم وغير ذلك {فَهَدَى} كل حيوان إلى أسباب معيشته، وهدى المكلفين لمعرفة ما كلفوا فمنه كل هدى.

  (٤ - ٥) {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ۝ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} {أَخْرَجَ الْمَرْعَى} من منابته من الأرض وأصوله والمرعى: ما ترعاه الأنعام من الغنم وغيرها {فَجَعَلَهُ غُثَاءً} الغثاء: فتات الحشيش والشجر الذي يقذفه السيل في جوانب الوادي.

  والأحوى، قال في (الصحاح): «والحوّة: لون يخالط الكمتة، مثل صدأ الحديد، وقال الأصمعي: الحُوَّة: حمرة تضرب إلى السواد - ثم قال (صاحب الصحاح) -: والحوة: سمرة الشفة» اهـ.