سورة الأعلى
  
  وفي (تفسير محمد بن القاسم @): «وما ذكر سبحانه من شبه الرعي إذا خرج وبدا بما هو له شبيه من خفيف الغثاء، والغثاء: القذاء الصغار الخفاف الذي على السيل إذا جرى، والأحوى: فهو الأصفر من أطرافه، وكذلك الرعي فهو يخرج إذا بدا بنبت أصفر من جوانب ورقه، والعرب تدعو الشاة من النعم إذا كان خداها أصفرين: حوّى، وهم على هذا في (اللسان) مجتمعون غير مختلفين» انتهى.
  وفي (لسان العرب): «الحوة: سواد يضرب إلى الخضرة - ثم قال -: وجميم أحوى، يضرب إلى السواد من شدة خضرته، وهو أنعم ما يكون من النبات، قال ابن الأعرابي: هو مما يبالغون به» انتهى، قال في (الصحاح): «الجميم: النبت الذي طال بعض الطول ولم يتم» انتهى.
  قلت: يمكن أن معنى الحوة في الشفة: حمرة تضرب إلى السواد، وفي النبت وغيره صفرة إلى السواد - أيضاً - وكلام (صاحب الصحاح) موافق لكلام محمد بن القاسم في المعنى وإن اختلف التعبير، حيث قال (صاحب الصحاح): «مثل صدأ الحديد» وقال محمد بن القاسم @: شاة حواء أي صفراء الخدين وهذه الصفرة مثل صدأ الحديد.
  وقد قيل: يعبر بالصفرة عن السواد، لكنه غير مقصودهم في الشاة، فتفسير محمد بن القاسم @ هو الراجح؛ لحمله الغثاء على التشبيه في الرقة والخفة، والإحوا على الحقيقة التي رواها عن العرب ووافقها كلام (صاحب الصحاح).
  وأما تفسيرهم للغثاء الأحوى: بالدرين، أي الأسود الذي قد يبس وتحطم، فهو تشبيه له بالغثاء؛ لأنه قد يبس وتحطم وأشبه ما يحمله السيل،