التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشرح

صفحة 518 - الجزء 7

  


  (٥ - ٦) {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ۝ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} فمع عسر تكاليف الرسالة والطاعة وقيادة الأمة مع قلة ذات اليد وغير ذلك، مع ذلك يسر من اللّه بتيسير العسير، كشرح الصدر، وخذلان الأعداء والنصر عليهم، وأما الآخرة فيسرها خالص ليس مع عسر.

  وناسب التأكيد هنا: أن اليسر قد يكون خفياً لا يشعر به الإنسان أو لا يدري بأي طريقة يكون، فعلى المكلف أن يقوم بتكاليفه ويرجو من اللّه تيسير العسير.

  (٧) {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} والفراغ يكون بالخروج من الصلاة، ويكون بالخلو عن الناس {فَانْصَبْ} فجدّ واجتهد في ذكر اللّه وشكره.

  (٨) {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} بالدعاء لله وطلب المعونة على ذكره وشكره وحسن عبادته، وبصرف المصائب والنصر على الأعداء، ورفع الدرجة في الآخرة وغير ذلك، واجعل رغبتك إليه وحده، وأصل الرغبة إليه طلب المرغوب فيه من اللّه بالقول، أعني الدعاء أو بالعمل الصالح، توسلاً إلى رضاه وفضله.

  وفي (تفسير الإمام القاسم #): «فذكر أنه لما أنزل على رسوله ما أنزل في هذه السورة من آياته فعبد رسول اللّه حتى عاد كالشّنّ البالي في عبادته شكراً لله وحمداً وتذللاً وتعبّداً» انتهى.