سورة العلق
  بِالتَّقْوَى ١٢ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٣ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ١٤ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ١٦ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ١٧ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ١٨ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ١٩
  (٨) {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ} أيها الإنسان {الرُّجْعَى} في الآخرة، فأنت محتاج إلى تقواه غير مستغن عنه.
  (٩ - ١٢) {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى} لربه وعبد خالقه، أيترك هذا الناهي المعتدي وشأنه دون أن يجزى بعدوانه الشنيع، الذي يعلم هو أنه عدوان وأن عبادة اللّه حق، إنما يزعم أن عبادة شركائهم حق مع اعترافهم لله بالربوبية واستحقاقه العبادة.
  {أَرَأَيْتَ} أيها الناهي {إِنْ كَانَ} هذا العبد المصلي {عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى} وأنت تنهاه عن الهدى وتدعوه إلى الفجور، فكر في هذا فإنك اعتديت وما فكرت، والتقوى: تقوى اللّه باجتناب الشرك، واجتناب الفجور كله، والتوبة إلى اللّه مما سلف من ذلك، فهو أمر بخير ولم يدع إلى باطل.
  (١٣) {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} {كَذَّبَ} بآيات اللّه، كذب بالقرآن، وكذب الرسول، وكذب باليوم الآخر {وَتَوَلَّى} عن أمر ربه، عن استماع القرآن والتفكير في دلالته على الحق، وقوله: {أَرَأَيْتَ} الأولى التفات إلى الناهي، وهذه الثانية التفات إلى رسول الله ÷.
  (١٤) {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} ما يصنع من التكذيب، والتولي، والنهي عن الصلاة ... وغير ذلك من جرائم هذا المكذب، لا يخفى على اللّه منه شيء، فكيف لا يخشاه.