سورة الهمزة
سورة الهمزة
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ١ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ٢ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ٣ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ٤ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ٥ نَارُ اللَّهِ
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قال في (لسان العرب): «الويل: الحزن والهلاك والمشقة من العذاب» اهـ، وفيه: «والويل: حلول الشر» انتهى، وفيه: «ويل: كلمة مثل ويح، إلاَّ أنَّها كلمة عذاب» انتهى، ومثله في (الصحاح).
  هذا معنى (الويل) فأما إعرابه: فهو مرفوع على الابتداء ومسوغ الابتداء به أنَّه في معنى الدعاء على كل {هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} والدعاء يختلف معناه، ففي مثل هذا الموضع هو دلالة على الغضب، مثل: {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ}[البروج: ٤] فهو دعاء بالويل على الهمزة اللمزة، وقد يكون للحث، كما قال الشاعر:
  على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي ... لك الويل حر الوجه أو يبك من بكى
  وقد يكون للتشكي مثل ما أنشده في (لسان العرب):
  قالت هريرة لما جئت زائرها ... ويلي عليك وويلي منك يارجل
  قال في (لسان العرب): «وكل من وقع في هلكة دعا بالويل، ومعنى النداء فيه ياحزني وياهلاكي ويا عذابي أحضر فهذا وقتك» انتهى، فظهر منه معنى الويل.
  و (الهمزة): الهماز، وفي (تفسير الإمام القاسم #): «والهمزة من الناس هو من يغتاب صاحبه ويغمزه واللمزة، فهو الذي يعيب حقاً أو محقاً ويهمزه، والهمزة: فهو الباخس المغتاب، واللمزة: هو الغامز العياب» انتهى، والمراد بالغامز: المنقص.