سورة الهمزة
  الْمُوقَدَةُ ٦ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ٧ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ٨ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ٩
  (٢) {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ} {وَعَدَّدَهُ} بادخاره لنوائب الدهر والمصائب، ففيه إشارة إلى بخله به.
  (٣) {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} في (تفسير الإمام القاسم #): «وتأويل: {يَحْسَبُ} هو أيحسب استفهاماً وتوقيفاً وتبييناً له وتعريفاً ..» إلخ، فمعنى {أَخْلَدَهُ} صرف عنه المصائب كما قدمت في تفسير {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ}[الإنسان: ١] وهو تقدمةٌ للوعيد بقوله تعالى: {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}
  (٤) {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} وهي أكبر المصائب، فلن يغني عنه ماله شيئاً منها، قال الإمام القاسم #: «ونبذه فيها: إلقاؤه، و {الْحُطَمَةِ} فهي الأكول لأهلها باستعارها وحرها وهي النار ..» إلخ.
  (٥) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} تعظيم لها، ودلالة على أن الرسول لم يكن يدري حتَّى أوحى الله إليه.
  (٦) {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} قال سيد قطب: «وإضافتها لله وتخصيصها هكذا يوحي بأنها نار فذة غير معهودة، ويخلع عليها رهبة مفزعة رعيبة» انتهى، ونظيره: {نَاقَةَ اللَّهِ}[الشمس: ١٣] فقد روي: أنَّها كانت عظيمة تشرب ماءهم في يومها ولهم يوم.
  وما روي: أن عتبة بن أبي لهب كان تحته بنت رسول الله ÷ فذهب إليه، وقال: هو كافر بالنجم إذا هوى، ثُمَّ تفل في وجهه وطلق ابنته وخرج إلى الشام، فقال ÷: «اللهم سلط عليه كلباً من كلابك» فبينما هم يحرسونه ذات ليلة في سفر إذ جاء أسد يشم وجوههم حتَّى ضرب عتبة فقتله» انتهى، فكان الكلب من كلاب الله هو الأسد.