التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الفيل

صفحة 582 - الجزء 7

  


  (٣) {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} قال في (تفسير الإمام القاسم #): «والطير الأبابيل: فهي الطير الكثير الأراعيل الَّتِي تأتي من كل جهة» انتهى، قوله: الأراعيل، جمع الجمع لرعلة، قالوا: هي القطعة من الخيل، وأنشد في (الصحاح) لطرفة:

  ذلُقٌ في غابة مسفوحة ... كرعال الطير أسراباً تمر

  قلت: وهذا يدل على أنَّه يستعمل في الطير كما استعمله الإمام القاسم # العربي اللسان والنسب وليس خاصاً بالخيل.

  (٤) {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} قال الإمام القاسم #: «والسجيل فيما يقال: فهو الطين المستحجر الصلب» قلت: ولعله سمي سجيلاً؛ لأن فيه خطوطاً كخطوط الكتاب - والله أعلم - في (مفردات الراغب): «والسجيل: حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل: فارسي معرب، والسجل قيل: حجر كان يكتب فيه، ثُمَّ سمي كل ما يكتب فيه سجلاً» انتهى.

  قلت: قوله حجر وطين، الصواب ما قال الإمام القاسم #، والدليل قول الله تعالى في قوم لوط: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ}⁣[الذاريات: ٣٣] وفي آية: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}⁣[هود: ٨٢].

  (٥) {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} أي أهلكهم وصاروا مثل قصب الزرع الذي ذهب أجوافه وتعطل من لبّه، كما قال الشاعر:

  آليت حب العراق الدهر أطعمه ... والحب يأكله في القرية السوس

  ويحتمل: المأكول الذي قد أكلته الأنعام وصار في بطونها.

  تنبيه: في (تفسير سيد قطب) لـ (سورة الفيل) بحث مهم مفيد يتعلق بالسياسة الإسلامية ينبغي نشره، أو نشر ما يقوم مقامه في المدارس.