سورة الكوثر
سورة الكوثر
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} {الْكَوْثَرَ} الخير الكثير، قال الإمام القاسم #: «و {الْكَوْثَرَ}: هو العطاء الأكبر، وإنَّما قيل: كوثر من الكثرة» انتهى، وهو عام لنعم الله الَّتِي أنعم بها على رسوله ÷:
  فمنها: الهدى وقد ذكره الله في (سورة الضحى) وهدى الأنبياء مثل ما ذكره الله في (سورة الأنعام) لأنبيائه نوح وإبراهيم وعدد من ذريته ولوط.
  ومنها: العلم النافع والتوفيق والعصمة.
  ومنها: القرآن العظيم الذي آتاه وخصه بإنزاله عليه وعلمه لفظه ومعناه وحفّظه وجعله هديه.
  ومنها: الخلق العظيم الذي هداه له.
  ومنها: اختياره للرسالة.
  ومنها: نصره بالرعب.
  ومنها: ما اختصه الله به من الكرامات والآيات.
  ومنها: أن آتاه أخاه علياً وزيراً وشاهداً له بالرسالة بما رزقه من علم الكتاب، حتَّى صار شاهداً له شهادة بقوله وفعله وسلوكه، بحيث فداه بنفسه وخاض المعارك واقتحم المهالك، زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة، وهذا لرسول الله ÷ مع إتمام الله لخلقه، وقواه وعقله ورأيه وفهمه وقوة منطقه وفصاحته وسعة صدره، ولا نستطيع إحصاء نعم الله علينا، فضلاً عن أن نحصي نعمة رسول الله ÷، وقد عظم الله هذا العطاء بإسناده إلى عظمته وجلاله.