التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الناس

صفحة 618 - الجزء 7

  


  و {الْخَنَّاسِ} الذي يخنس بعد الوسوسة، أي يتأخر لئلا يشعر الإنسان بأنه يريد إغواءه، أو لأنَّه يتبرأ منه متى أطاعه {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ}⁣[الحشر: ١٦] وهكذا يفعل الشيطان يسعى في إيقاع الإنسان في ورطة ثُمَّ يخذله إذا تورط ولا ينفعه بشيء {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً}⁣[الفرقان: ٢٩] أو الذي يخنس إذا ذكر الله، وإنَّما يتحين فرصة الغفلة، فإذا ذكر الله خنس؛ لأن كيده ضعيف سواء كان من شياطين الجن أو الإنس، وعندي أن الأول والثاني أنسب لذكر الخناس في نفس الاستعاذة والثالث حسن مستقل.

  (٥ - ٦) {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۝ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} فهو مهم جداً لعموم شره للناس كلهم {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيان للوسواس الخناس، فقد يكون من الناس وهو أضر وأقدر على الإفساد {يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً}⁣[الفرقان: ٢٨] وكم جاء الفساد في الناس من جليس السوء.

  نعوذ بالله من الوسواس، ونسأله السداد، وحسن الخاتمة

  (تم الكتاب بحمد الله الواحد الوهاب)