التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة آل عمران

صفحة 602 - الجزء 1

  رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ١٩٤ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ


  وهم الأمة الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر الذين قادتهم رسول الله ÷ والأئمة الطاهرون المجاهدون في سبيل الله ومن على نهجهم الذين من مات وهو معهم لم يمت ميتة جاهلية.

  (١٩٤) {رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} هذا بقية دعاء أولي الألباب المستعملين لها في طلب الهدى طلبوا أن يؤتيهم الله ما وعدهم على رسله، والأقرب عندي: أنه أمرٌ يقوم به الرسل يوم القيامة مثل: الشهادة لهم، أو الشفاعة، أو المرافقة في الجنة؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ...} إلى قوله تعالى: {... وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا}⁣[النساء: ٦٩] ومثل السقي من الحوض أو كل ذلك أو ذلك وغيره، فهذا الذي حضر في ذهني - والله أعلم.

  {وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} كقول إبراهيم #: {وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}⁣[الشعراء: ٨٧] وهو يعم الخزي بالعذاب وبترك الثواب، بحيث يشمت بهم الأعداء، وهو سبحانه لا يخلف الوعد، و {لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُنْ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}⁣[النساء: ٤٠] ولكن هذا نوع من العبادة وقد احترسوا من إيهام خلف الوعد بقولهم: {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} أو المعنى إعصمنا عن إحباط أعمالنا حتى لا نستحق الإخزاء يوم القيامة بإحباط أعمالنا وبالعذاب ويكون قولهم: {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} أي لا بد من القيامة لأنك وعدت بها.