التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة النساء

صفحة 8 - الجزء 2

  مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ٤ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ٥ وَابْتَلُوا


  العولُ هاهنا: هو الميل، من قولهم: عَال الميزان: أي مَالَ، وقولهم: عالَ في مشيته: إذا مال متبختراً، وعلى وجوب إيفاء النساء صدقاتهن وهي مهورهن، وأن المهور نحلة أي هبة، فمن نحل امرأته ما تستحق فيه الشفعة لا يشفع لأنه نحلة وليس عوض مال و [على] إباحة ما طبن به نفساً من المهور» انتهى.

  (٤) {وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} {وَآَتُوا} الزوجات مهورَهن حال كونها {نِحْلَةً} أو نُصِب على أنه مفعول مطلق على أن {وَآَتُوا} بمعنى انحلوا، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: اعطوا، و {صَدُقَاتِهِنَّ} مهورُهن و {نِحْلَةً} عن طيب نفس» انتهى.

  وفي (مفردات الراغب): «والنَّحلة، والنِّحلة: عطية على سبيل التبرع» انتهى المراد. وفي (الصحاح): «والنُّحل - بالضم -: مصدر قولك: نحلته أنحله نحلاً، والنُّحلى: العطية على فُعْلَى، ونحلت المرأة مهرها عن طيب نفس من غير مطالبة، ويقال: من غير أن يأخذ عوضاً، يقال: أعطاها مهرها نِحْلةً - بالكسر -» انتهى المراد.

  وفي (لسان العرب): «والنُّحل - بالضم - إعطاؤك الإنسانَ شيئاً بلا استعاضة، وعَمَّ به بعضُهم جميعَ أنواع العطاء» انتهى المراد. وقال: وفي الحديث: «ما نحل والد ولداً من نحل أفضل من أدبٍ حسنٍ» النُّحل: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق، وفي حديث أبي هريرة: «إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان مال الله نُحْلاً» أراد: يصير الفيء عطاءً من غير استحقاق على الإيثار والتخصيص، انتهى.