سورة لقمان
سورة لقمان
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  الم ١ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ٢ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ٣ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ٤
  ابتداء تفسير (سورة لقمان) مكية
  قال الشرفي: «أربع وثلاثون آية في العراقي والحجازي، وقيل: ثلاث في المصحف الحجازي والمكي» انتهى. نقلت هذا لأفسر قوله: «في العراقي» أي في المصحف العراقي والخلاف في عدد الآيات ليس معناه الخلاف في كلام السورة وإنما الخلاف في العدد باعتبار أن بعض المصاحف يعد آية لما هو في بعض آخر بعض آية، فيزيد عدد الآيات في مصحف وينقص في آخر، مثلا يعد (الم) آية والآخر يعدها بعض آية.
  ألا ترى أن من عد (الم) آية يكون عدد السورة عنده (أربعاً وثلاثين) وأن الذي جعلها بعض آية يكون عددها عنده (ثلاثاً وثلاثين) فهذا هو المراد بالخلاف في عدد بعض السور، وليس بين المصاحف خلاف في الكلام بزيادة ولا نقص فالبسملة ثابتة فيها، أي في المصاحف وإن اختلفوا أهي آية أم لا و (الم) ثابت فيها سواء عد ذلك آية أم بعض آية وقد حقق هذا في (البسملة) وفي (الم) وغيرها (صاحب الكشاف) في أوله.
  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} قد رجحت فيما مضى أن قوله تعالى: {تِلْكَ} إشارة إلى الحروف التي يبنى منها الكلام ومعناه إن شاء الله أن آيات الكتاب بنيت منها، فكأنه قيل: تلك مادة آيات الكتاب الحكيم تحقيقاً لوحيه بحروفه وللتعجيز به فالإسناد مجاز كقول زهير: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
  (٣) {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} حال من المشار إليه مثل: {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا}[هود: ٧٢] فآيات الكتاب مبنية من حروف كلام العرب، حال كونها {هُدًى} يهتدي بها المؤمنون لمعرفة الحق إلى الصراط المستقيم، وهي لهم رحمة لأنهم بها ينجون من النار.