التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة نوح

صفحة 235 - الجزء 7

سورة نوح

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ١ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٢ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} {إِنَّا أَرْسَلْنَا} تدل بما تفيده من العظمة والجلال على الحكمة في الرسالة، وعلى كرامة الرسول واستحقاقه للتأييد والنصر، وفي قصة نوح وقومه إنذار للكفار الذين كفروا بمحمد وعبرة لهم ليحذروا، وفيها تسلية لرسول الله ÷ ليصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل، ويرجو النصر في العاقبة وإن طالت عليه المحنة.

  وفي القصة مع تفصيلها الكامل دلالة على نبوته ÷ بالنسبة إلى أهل الكتاب الذين يعلمون أنها الصدق، وإنذار قوم نوح المراد به: إنذارهم ليتقوا العذاب، وذلك بطاعة الرسول واتباعه والخروج من الشرك، وإذا لم يتقوا فقد حصل إبلاغ الحجة وقطع المعذرة.

  وترتيب الكلام يفيد: أن هذا هو مقصود الإنذار أن يكون قبل إتيان العذاب لأنهم مستحقون للعذاب بشركهم، ولكن اقتضت الحكمة تقديم الإنذار، فكأنه غير متوقع منهم أن يؤمنوا ويتقوا، ولكن المقصود تقديم الإنذار قبل تعذيبهم، والعذاب الأليم الشديد فهو أليم من حيث هو عذاب ووصفه بأنه أليم يفيد شدته وزيادة ألمه.

  (٢) {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} امتثل أمر ربه والمبين بيّن الإنذار لإتيانه بالحجة الدالة على صدقه في إنذاره.