الأمالي الإثنينية،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

(حديث سيف [بن] ذي يزن)

صفحة 176 - الجزء 1

  فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ ø يَقُوْلُ: لاَ أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَبْداً أَمْنَيْنِ، وَلاَ أَجْمَعُ لَهُ خَوْفَيْنِ، إِنْ هُوَ أَمِنَنِي فِيْ الدُّنْيَا خَافَنِي فِيْ يَوْمٍ أَجْمَعُ فِيْهِ عِبَادِي، وَإِنْ خَافَنِي فِيْ الدُّنْيَا أَمِنَنِي يَوْمَ أَجْمَعُ فِيْهِ عِبَادِي فِيْ حَضْرَةِ الْقُدُسِ؛

  فَيَدُوْمُ لَهُ أَمْنُهُ، وَلاَ أَمْحَقُهُ فِيْمَنْ أَمْحَقُ».

  قَالَ الْعَامِرِيُّ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى مَا تَدْعُو؟.

  قَالَ: «أَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَأَنْ تَخْلَعَ الأَنْدَادَ، وَتَكْفُرَ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِرَّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ø مِنْ كِتَابٍ وَرَسُوْلٍ، وَتُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ، وَتَصُوْمَ شَهْراً مِنَ السَّنَةِ، وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ، فَيُطَهِّرَكَ اللَّهُ بِهِ، وَيَطِيْبَ لَكَ مَالُكَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِذَا وَجَدْتَّ لَكَ إِلَيْهِ سَبِيْلاً، وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَتُقِرَّ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ».

  قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِذَا أَنَا فَعَلْتُ هَذَا فَمَا لِي؟ قَالَ النَّبِيُّ ÷: «جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِيْنَ فِيْهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى».

  قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، هَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيءٌ، فَإِنَّهُ يُعْجِبُنَا الْوَطْأَةُ فِيْ الْعَيْشِ؟.

  فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «نِعْمَ النَّصْرُ وَالتَّمَكِيْنِ فِيْ الْبِلاَدِ»، قَالَ: فَأَجَابَ الْعَامِرِيُّ وَأَنَابَ.