زينب بنت رسول الله ÷
  فَقَالَ: «إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ قَدْ أَجَارَتْ زَوْجَها أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيْعِ فِيْ مَالِهِ وَمَتَاعِهِ» فَؤُدَّى إِلَيْهِمْ كُلَّ شَيءٍ كَانَ لَهُمْ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي بِالْعِقَالِ مِنْ مَتَاعِهِمْ.
  وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ اسْتَأْذَنَتْ أَبَا الْعَاصِ وَهُوَ بِمَكَّة أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْمَدِيْنَةِ فَأَذَنِ لَهَا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَخَرَجَتْ بَعْدَهُ إِلَى الْمَدِيْنَةِ، فَاتَّفَقَ بِهَا هَبَّارُ بْنُ الأَسْوَدِ فَكَسَرَ ضِلْعاً مِنْ أَضْلاَعِهَا، وَأَدْرَكَهَا أَبُو سُفْيَانَ وَرَدَّهَا إِلَى بَيْتِهَا، فَلَقِيَتْهَا هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ فَقَالَتْ لَهَا: هَذَا عَمَلُ أَبِيْكِ، فَقَالَتْ: عَمَلُ أَبِي خَيْرٌ مِنْ عَمَلِكِ وَعَمَلِ زَوْجِكِ، ثُمَّ بَعَثَ لَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَجُلَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِيْنَ فَوَاعَدُوْهَا وَخَرَجَتْ إِلَيْهِمْ تَحْتَ اللَّيْلِ فَخَرَجُوْا، فَأَقْدَمُوْهَا عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ وَمَعَهَا ابْنُهَا عَلِيٌّ وَابْنَتُهَا أُمَامَةُ، ثُمَّ قَدِمَ أَبُو الْعَاصِ مَكَّةَ مِنْ سَفَرِهِ فَأَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى امْرَأَتِهِ وَوَلَدِهِ فَأَخَذَتْهُ قُرَيْشٌ وَقَالَتْ: هَلُمَّ إِلَيْنَا نُنْكِحُكَ ابْنَةَ سَعِيْدِ بْنِ الْعَاصِ فَتَزَوَّجَهَا أَبُوالْعَاصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: آمِنَةُ، فَتَزَوَّجَتْ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ، قَالَ: فَمَا مَكَثَ أَبُو الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيْع مَعَ بِنْتِ سَعِيْدِ بْنِ الْعَاصِ الَّذِي تَزَوَّجَ بِهَا، حَتَّى لَحِقَتْ بِزَيْنَبَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ وَبِوَلَدِهِ الْمَدِيْنَةَ قَبْلَ الْفَتْحِ