زينب بنت جحش
  زَيْداً، فَكَانَ زَيْدٌ لاَ يَزَالُ يَشْكُوْهَا إِلَى النَّبِيِّ ÷ لِلشَّيءٍ يَكُوْنُ بَيْنَهُمَا، وَقَدْ كَانَتْ نَفْسُ النَّبِيِّ ÷ تَتْبَعُهَا، وَكَانَ يُخْفِي ذَلِكَ، فَإِذَا شَكَى يَقُوْلُ لَهُ: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ}[الأحزاب: ٣٧] فَطَلَّقَهَا زَيْدٌ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا أَتَاهُ جِبْرِيْلُ # بِأَنَّ اللَّهَ ø قَدْ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا، فَكَانَتْ تَفْخَرُ بِذَلِكَ عَلَى سَائِرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ÷، وَأَنْزَلَ اللَّهُ ø (فِيْ) تَتُبِّعِ نَفْسِهِ إِيَّاهَا: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}[الأحزاب: ٣٧]، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ كَتَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ شَيْئاً مِنَ الْوَحْيِ كَتَمَ هَذِهِ الآيَةَ {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}[الأحزاب: ٣٧] إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَكَانَ يُدْعَى زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ}[الأحزاب: ٤] إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}[الأحزاب: ٥]، فَكَانَ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ يُقَالُ: زَيْدٌ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ ÷.
  ٢٤٧ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ أَبِي يَحْيَى - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ -، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّاوِنْدِيُّ وَالْفَرْزَاذِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيِّ ¥، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشَيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَوَةَ،