الأمالي الإثنينية،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

الباب الأول في نسب النبي ÷

صفحة 70 - الجزء 1

  شَاهِيْنَ الْوَاعِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ الْقُرَشِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزِّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ لِيُزَوِّجَهُ مَرَّ بِهِ عَلَى كَاهِنَةٍ مِنْ أَهْلِ تُبَالَةَ مُتَهَوِّدَةٍ قَدْ قَرَأَتِ الْكُتُبَ، يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ الْخَثْعَمِيَّةُ فَرَأَتِ النُّبُوَّةُ فِيْ وَجْهِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ لَهُ: يَا فَتَى، هَلْ لَكَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ الآنَ وَأُعْطِيْكَ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:

  أَمَّا الْحَرَامُ فَالْمَمَاتُ دُوْنَهُ ... وَالْحِلُّ لاَ حِلٌّ فَأَسْتَبِيْنَهُ

  فَكَيْفَ بِالأَمْرِ الَّذِي تَبْغِيْنَهُ

  ثُمَّ مَضَى مَعَ أَبِيْهِ فَزَوَّجَهُ آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَأَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاَثاً، ثُمَّ إِنَّ نَفْسَهُ دَعَتْهُ إِلَى مَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ الْخَثْعَمِيَّةُ فَأَتَاهَا، فَقَالَتْ لَهُ: يَا فَتَى، مَا صَنَعْتَ بَعْدِي؟ قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ، وَأَقَمْتُ عِنْدَهَا ثَلاَثاً، قَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا بِصَاحِبَةِ رِيْبَةٍ وَلَكِنِّي رَأَيْتُ فِيْ وَجْهِكَ نُوْراً، فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُوْنَ فِيَّ فَأَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُسصَيِّرَهُ حَيْثُ أَحَبَّ، ثُمَّ قَالَتْ: فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ:

  إِنِّيْ رَأَيْتُ مَخِيْلَةً لَمَعَت ... فَتَلأَلأَتْ بِحَنَاتِمِ الْقَطْرِ