الباب الأول في نسب النبي ÷
  قَالَ: لِيُخْبِرْنِي الْمَلِكُ أَوْ لِيَسْأَلْنِي عَمَّا أَحَبَّ فَإِنْ كَانَ عِنْدِي مِنْهُ عِلْمٌ، وَإِلاَّ أَخْبَرْتُهُ بِمَنْ يَعْلَمُهُ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي وَجَّهَهُ إِلَيْهِ.
  فَقَالَ: عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ خَالٍ لِيْ يَسْكُنُ مَشَارِقَ الشَّامِ، يُقَالُ لَهُ: سَطِيْحٌ.
  قَالَ: فَأْتِهِ فَسْأَلْهُ عَمَّا سَأَلْتُكَ عَنْهُ، ثُمَّ أْتِنِي بِتَفْسِيْرِهِ، فَخَرَجَ عَبْدُ الْمَسِيْحِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَطِيْحٍ، وَقَدْ أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَكَلَّمَهُ، فَلَمْ يَرُدْ عَلَيْهِ سَطِيْحٌ جَوَاباً، فَأَنْشَأَ عَبْدُ الْمَسِيْحِ يَقُوْلُ:
  أَصُمَّ أَمْ يَسْمَعُ غِطْرِيْفُ الْيَمَنْ ... أَمْ فَانِ قَارٍ لاَمْ سَارِ الْغَبْنِ
  يَا فَاصِلَ الْخِطَّةِ اعْتَبِرْ وَمَنْ ... أَتَاكَ شَيْخُ الْحَيِّ مِنْ آلِ شِبْنِ
  أَزُرْقاً مِنْهُمْ النَّارُ صَرَّار الأَذَنْ ... وَأُمُّهُ مِنْ آلِ ذِيْبِ بْنِ حَجَنِ
  أَبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّدَاءِ وَالْبَدَنْ ... رَسُوْلٌ قَبْلَ الْعَجمِ يَسْرِى لِلْوَسَنِ
  يَجُوْبُ فِيَ الأَرْضِ عَلَنْدَاهُ شَجَنْ ... لاَ يَرْهَبُ الْمُرْعِدَ وَلا رَيْبَ الزَّمنِ